اليومَ جئتُ أخطُ قصيدةً يا أمي فيكِ

اليومَ جئتُ أخطُ قصيدةً يا أمي فيكِ
من فرحتِي طارتْ حروفِي دهشةً
نسجتْ معانٍ للحياةِ فريدة
حُرِيهٌ
نصرٌ
وَأفراحٌ
وجوهٌ لم تذق طعمَ الحياةِ قبل اليومِ
لمْ تستنشقَ الصعداءُ يوماً ولم تكتبْ قصيدة
بالأمسِ قَرَرَتِ التحرر
وقَرَرَتِ الحياة
بالأمسِ قَرَرَتْ الصُراخَ البوحَ عنْ ظمأٍ عقيِمٍ
كانَ يخنِقُ حلقَها وكان يمنعُها الغناءُ
هتفتْ و دفنت صمتَهَا تحتَ الهُتَّافْ
مصرٌ يَـا حُوريتي حريتِي أتٍ أنا
أنا هاهُنَا رغمَ العَواصِفِ والرِياحْ
رغمَ الصقيعِ ورُغمَ جبروتِ النظامْ
انا ها هُنَّا لن أستكينَ ولن الينَ ولنْ ولنْ
يامصرُ يا أمِي, ياوطنِي وياحوريتِي
لو تعلمين ؟
اني أخافُ عليكِ من بعضِ الألمْ
اني أفديكِ كُلِي بِـ كُلِ الألمْ

ياحوريتِي
اليومَ نامِي وأغمضِي جفنيكِ مِنْ بردَ الليالي القاسياتِ القارساتُ البردِ \
وأُحتضني شبابَكِ بينَ صدركِ ذلكَ الدافيء الحنون
وادفنِي شهداء مجدكِ بين رمشكِ دثريهم زمليهمْ
افرشِي كلَ الأراضي بالزهورِ وبالورودِ العطرِ كلُ الياسمينْ
وادعي دعاء خالصاً لله يا أمِي الرؤوم
قولِي
الهِي
اليومَ اني حرةٌ أجري وأركضُ بينَ صحراءٍ وبيداءٍ ونيلْ
اليومَ اني أعشقُ العشقَ وأصرخُ من جديد اني أحبْ
والفضلُ كلُ الفضلِ
يامولاي يرجعُ للشبابِ السُمرُ منِي ذرفوا الدماء لأجلِ أن يحموا تُرابِي والسماءَ
خاضوا معاركهمْ وهمْ ياربِي مازالوا صغارْ
فَـ بحقِ أبنَائِي الصغار الذارفون الدم والدمع الحزينْ
ربِي أنرْ دربَ الحياةِ بعينهم وبقلبهم وبروحهم
واغفر الهي وأصفحْ عنِ العاقونَ بِي
الباقونَ دوماً من دمِي وبحقِ قلبِ الأمِ ربي
أرتجيكْ
قولِي يا أمي لاتكفِي عن الدعاء
فاليومُ عيدْ ودعوة الأمِ الحنونِ مجابةُ
ودعوةُ الإبنِ المناضِلُ والشهيدْ
اليومَ جئتُ أخطُ قصيدةً يا أمي فيكِ
فتلخبطت تلكَ الحروفُ بدمعتِي فرحِي ومدرستِي وتردادُ النشيــد

"بلادي بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي"

ساميه جلابي



2/11/2011

بتوقيت ولادة مصر